مُزدلفة هي المشعر الحرام وثالث المشاعر المقدسة،
التى يمر بها ضيوف الرحمن فى رحلتهم الايمانيه المقدسه لتاديه مناسك الحج،
مزدلفة ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحاج فى رحلته الايمانيه. |
ومع غروب شمس يوم عرفة تبدأ جموع الحجيج نفرتهم من صعيد عرفات إلى مشعر مُزدلفة،
ويُصلى ضيوف الرحمن بمزدلفه صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرًا ويجمعوا فيها الحصى لرمى الجمرات بمنى.
ويمكثون بها حتى فجر العاشر
من شهر ذي الحجة لأن المبيت بمُزدلفة واجب حيث بات رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وصلى بها الفجر.
بعد ذلك يفيض حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر مِنى وذلك وفقا
لقوله تعالى:
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ
فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ
وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ.
(البقرة 198).
ما معنى كلمه مزدلفه؟
تاتى كلمه مزدلفه من الازدلاف،
ومصدر الكلمه زلف وزَلَفَ إليه وازدَلَف وتَزَلَّف،
أي:
دنا منه ،وأزْلَفَ الشيءَ: قَرَّبَه
والمُزْدَلِفة: موضع بمكَّةَ. [1]
ويعود سبب التسميه لأنَّ الحجيج يَقْترُبونَ فيها مِن مِنًى والازدلافُ التَّقريبُ،
ومنه قوله تعالى:
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ. [الشعراء: 90]
أي قُرِّبَتْ.[2]
وقيل لأنَّ النَّاس يجتمعونَ بها،
والاجتماعُ من معانى الازدلافُ،
ومنه قوله تعالى:
وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ. [الشعراء: 64] [3]
لماذا سميت مزدلفه بهذا الاسم ؟
يعود سبب تسميتها بمزدلفة وفقا للعلماء والمؤرخين،
نظرا لنزول الناس بها في زلف الليل،
وقيل أيضاً لأن الناس يزدلفون فيها إلى الحرم،
كما قيل إن السبب أن الناس يدفعون منها زلفة واحدة أي جميعاً فيما سماها الله المشعر الحرام وذكرها في قوله:
(فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام).
[البقرة: 198].
من اسماء مزدلفه؟
مزدلفة لها ثلاثة أسماء:
مزدلفة وهو الأشهر.
وجمع لقوله صلى الله عليه وسلم:
(وقفت هاهنا وجمع كلها موقف).
وتسمى المشعر الحرام،
وهو تسمية القرآن الكريم، قال الله جل وعلا:
{فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}
[البقرة:١٩٨].
لماذا سُميت مزدلفه بيوم الجمع ؟
سميت المزدلفه ب( جَمْعٌ ) لأنَّها يُجمَع فيها بين الصَّلاتينِ،
وقيل: وُصِفَتْ بفِعْلِ أهلها لأنَّهم يجتمعونَ بها،
ويَزْدَلِفونَ إلى اللهِ أي: يتقرَّبونَ إليه بالوقوفِ فيها [6]
أطلَقَ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم،
على مُزْدَلِفةَ (جَمْع) فقال: ﷺ:
((وقَفْتُ ها هنا وجَمْعٌ كُلُّها موقِفٌ)). [5]
وسُمِّيَت جمْعًا.
لماذا سميت مزدلفه بالمَشْعَرُ الحرامُ ؟
سَمَّى اللهُ المُزْدَلِفةَ بالمشعَرِ الحرامِ حيث قال تعالى:
فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ.
[البقرة: 198]
والمَشعرُ الحرامُ المذكورُ في القرآنِ: هو جميعُ المزدَلِفةِ .[4]
مسجد المشعر الحرام بمزدلفه. |
ماذا يفعل حجاج بيت الله الحرام فى مزدلفه ؟
بعد غروب شمس يوم عرفه يتوجه الحاج إلى مزدلفة على هيئته بالسكينة والوقار دون إسراع لئلا يؤذي أحدًا.
ملبيا ومكبرا ومهللا وحامدا ويقول ،
«الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد».
ويقول:
«إليك اللهم أرغب، وإياك أرجو، فتقبل نسكي ووفقني،وارزقني فيه من الخير أكثر مما أطلب، ولا تخيبني, إنك أنت الله الجواد الكريم».
وعند وصول الحاج مذدلفه تتم صلاتا المغرب والعشاء جمعاً وقصراَ،
ولا ينبغي للحاج الانشغال بالتقاط الحصى قبل أداء الصلاة.
فإذا صلى الحاج الفجر يستحب له أن يقف عند المشعر الحرام،
وهو جبل في مزدلفة أو في أي مكان بمزدلفة،
ويستقبل القبلة ويكثر من ذكر الله تعالى والتكبير والدعاء بما يتيسر له،
ثم ينصرف إلى التقاط حصوات الرمي 7 حصيات أكبر من حبة الحمص قليلاً لرمي جمرة العقبة الكبرى،
والباقي يلتقطها من منى.
حكم المبيت فى مُزدلفه .
والمبيت بُمزدلفة ليلة العاشر من ذي الحجة واجب من واجبات الحج .
حُكم الجَمع والقَصر في مُزدلفة .
اتّفق العلماء على أنّه يُسَنّ للحاجّ جَمع وقَصْر صلاتَي المغرب والعشاء في مُزدلفة ،
لِما ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام ،
حتَّى أَتَى المُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى بهَا المَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بأَذَانٍ وَاحِدٍ وإقَامَتَيْنِ وَلَمْ يُسَبِّحْ بيْنَهُما شيئًا ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسولُ اللهِ ﷺ ،
تنويه هام .
تجب الصلاة في مُزدلفه قبل جمع الحصى،
وكذلك قبل حط الرحال،
ويعدّ المبيت من الواجبات المفروضة على الحاج حتى طلوع الفجر،
ويفضّل حتى وقت الإسفار .
صلاةُ الفَجْرِ في مُزْدَلِفةَ .
ويأتي المشعَرَ الحرامَ (جَبَلَ قُزَحَ)،
ويقف عنده فيدعو اللهَ سبحانه وتعالى. [17]
فعن ابنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال:
((ما رأيتُ رسولَ الله صلي الله عليه وسلم صلَّى صلاةً إلَّا لميقاتِها إلَّا صلاتين: صلاة المَغْرِبَ والعِشاءَ بجَمْعٍ، وصلى الفجرِ يومئذٍ قبلَ ميقاتِها)).[18]
و يُستَحَبُّ الدُّعاءُ بعد صلاة الفجر لذلك استُحِبَّ تقديمُها ليَكْثُرَ الدُّعاءُ . [19]
وايضا ليكون هناك مُتَّسِعَ من الوقتُ لوظائِفِ هذا اليومِ مِنَ المناسِكِ فإنَّها كثيرةٌ في هذا اليومِ، فليس في أيَّامِ الحجِّ أكثَرُ عملا من ذلك اليوم . [20]
ثم يتابع الحاج سيره على بركة الله قبل طلوع الشمس إلى منى ملبياً خاشعاً مكثراً من ذكر الله.
والحُجّاج خلال مَسيرهم إلى مِنى يُكبّرون، ويُلبّون ويقطعون التلبية بمُجرَّد رَمْي جمرة العقبة فى يوم النحر .
تَرَكَ المبيتَ بالمُزْدَلِفةِ لعُذْرٍ .
مَن فاتَه المبيتُ بالمُزْدَلِفةِ صَحَّ حَجُّه، وعليه دمٌ إلا إن ترَكَه لعُذْرٍ.[13]
فعَنِ ابْنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّه قال:
((مَن نَسِيَ مِن نُسُكِه شيئًا أو تَرَكَه فلْيُهْرِقْ دمًا)).[14]
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رخَّصَ للرُّعاةِ في تَرْكِ المبيتِ لحديثِ عاصم بن عَدِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنه:
((أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرْخَصَ لِرِعاءِ الإبِلِ في البَيْتوتَةِ خارجينَ عَن مِنًى)).[15]
و أنَّ العبَّاسَ بنَ عبدِ المطَّلِبِ استأذَنَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يبيتَ بمكَّةَ لياليَ مِنًى مِن أجْلِ سِقايَتِه، فأذِنَ له .[16]
موقع مُزدلفه .
تقع مزدلفة بين مشعري منى وعرفات ،
وتقدر مساحتها الإجمالية ،بـ 9,63 كيلو متر مربع.
وفيها مسجد المشعر الحرام وهو المسجد الذي ورد ذكره في قول الله تعالى:
(( فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام )).
ويبعد عن مسجد الخيف نحو (5) كيلومترات ويبعد عن مسجد نمرة (7) كيلومترات.
يحدها من الغرب مما يلي مِنى ضفة وادي مُحَسِر الشرقية ،
و وادى محسر هو واد صغير يمر بين مِنى ومزدلفة وهو ما يمر فيه الحاج على الطريق بين مِنى ومُزدلفة فيكون الوادي فاصلا بينها وبين مِنى.
ويحدها من الشرق مما يلي عرفات مفيض المأزمين وهما جبلان بينهما طريق
تؤدي إلي عرفات.
ويحدها من الشمال الجبل وهو ثبير النصع ويقال له أيضا جبل مُزدلفة،ويحدها من الجنوب جبل مكسر وبطن ضب.
حدُّ المزدلِفَةِ: ما بينَ المَأْزِمَينِ [7] ووادي مُحَسِّر،
وليس الحدَّانِ منها . [8]
ويحصُلُ المبيتُ بالمُزدلفةِ بالحضورِ في أيَّةِ بُقعةٍ منها. [9]
ويحصُلُ المبيتُ بالمُزدلفةِ بالحضورِ في أيَّةِ بُقعةٍ منها. [9]
فعن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
قال:
((نَحَرْتُ ها هنا ومِنًى كلُّها مَنْحَرٌ فانْحَروا في رِحالِكم ووقَفْتُ ها هنا وعَرَفةُ كُلُّها موقِفٌ ووقفْتُ ها هنا، وجَمْعٌ كلُّها موقِفٌ)). [10]
و كُلَّ ما بين المَأزِمَينِ ووادي مُحَسِّرٍ يَصْدُقُ عليه
اسمُ مُزْدَلِفةَ. [11]
--------------------------------------------------------------
[1] ((لسان العرب)) لابن منظور (9/ 138).
[2] ((الحاوي الكبير)) للماوردي (4/432).
[3] ((شرح السنة)) للبغوي (7/165)، ((الحاوي الكبير))
للماوردي (4/432).
[4] ((المجموع للنووي)) (8/152)، وقال ابنُ تيميَّة:
(ومُزْدَلِفةُ كُلُّها يقال لها: المشعَرُ الحرامُ، وهي ما بين مأزِمَيْ عَرَفة إلى
بطنِ مُحَسِّر) ((مجموع الفتاوى)) (26/134)، وقال ابنُ عثيمين: (المشعَرُ الحرامُ هو
مكانٌ في مُزْدَلِفة، لكنْ قد يُطلَق على مُزْدَلِفةَ كُلِّها أنَّها المشعَرُ الحرامُ؛
لأنَّها مكانُ نُسُكٍ) ((مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين)) (23/54).
[5] رواه مسلم (1218).
[6] ((فتح الباري)) لابن حجر (3/523)
[7] المأزِمُ: الطَّريقُ الضَّيِّقُ بين
الجبلينِ. والمَأزِمانِ: مَضِيقٌ بين جَمْعٍ وعَرَفَةَ، وآخَرُ بين مكَّةَ ومِنًى.
يُنظر: ((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص: 1075) ((المصباح المنير)) للفيومي (1/
13).
[8] ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قُدامة
(3/441) قال النووي: (حدُّ المُزْدَلِفة ما بين وادي مُحَسِّر ومأزِمَي عَرَفة، وليس
الحدَّان منها، ويدخل في المُزْدَلِفةِ جميعُ تلك الشِّعابِ القوابِلِ والظَّواهِرِ
والجبالِ الدَّاخلة في الحدِّ المذكور) ((المجموع)) (8/128).
[9]((المجموع)) للنووي (8/136).
[10] رواه مسلم (1218)
[11] ((المجموع)) للنووي (8/136).
[12]
رواه مسلم، (2 /891)، (ح1218).
[13] مِنَ الأعذارِ التي كَثُرَتْ في الآوِنَةِ الأخيرةِ: تَعَطُّلُ السَّيْرِ بسبَبِ الزِّحامِ،
انظر: ((فتاوى اللجنة الدائمة- المجموعة الأولى)) (11/215-216).
[14] رواه مالك في ((الموطأ)) (1/419)، والدارقطني (2/244)، والبيهقي (9191). صَحَّح إسناده
موقوفا على ابن عباس: النووي في ((المجموع)) (8/99)، وابن كثير في ((إرشاد الفقيه))
(1/314)، وصححه ابن باز في ((مجموع الفتاوى)) (17/397)، والألباني في ((إرواء الغليل))
(1100).
[15] رواه أبو داود (1975)، والترمذي (955)، والنسائي (3069)، وابن ماجه (3037)، وأحمد
(23826)، ومالك في ((الموطأ)) (1/408) واللفظ له، والدارمي (1897)، قال الترمذي: حسن
صحيح، وصحَّحه ابنُ عَبْدِ البَرِّ في ((الاستذكار)) (3/651) وقال: وله شواهد، وابن
الملقن في ((الإعلام)) (6/386)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (1975).
[16] رواه البخاري (1634)، ومسلم (1315) واللفظ له.
[17]قال ابنُ عَبْدِ البَرِّ: (وأجمع العُلَماء على أنَّ النبيَّ عليه السلام وقف بالمشعَرِ
الحرامِ بعد ما صلَّى الفجرَ ثمَّ دفَعَ قبل طلوعِ الشَّمس) ((الاستذكار))
(4/292).
[18]رواه البخاري (1682)، ومسلم (1289) واللفظ له.
[19] ((المجموع)) للنووي (8/125).
[20] ((المجموع)) للنووي (8/141).
اترك تعليقك اذا كان لديك اى تساؤل عن الموضوع