السعي بين الصفا والمروة واجبٌ على جميع الحجاج والمعتمرين،
يؤديه الحاج والمعتمر بعد الطواف بالكعبة المشرفة، علمًا بأن الحاج يؤديه سواء أكان متمتعًا، وقارنًا، ومفردًا.
ما معنى كلمه السعى ؟
السعى من العبارات التي تُستعمل في القرآن بكثرة وغالبا ما تكون بمعنى (البحث)،
او بذل الجهود،
او على الاقل السعي يعنى بذل المحاولة و التعب لاجل الفوز بالجنة.
كيفية السعي بين الصفا والمروة .
عدد مرات السعي المطلوبة سبع اشواط.
على أساس أن الذهاب من الصفا إلى المروة يُعتبر شوط ،
والعودة من المروة إلى الصفا يُعتبر شوط ،
وهكذا
حتى تتم سبعة أشواط تبدأ بالصفا وتنتهي بالمروة ،
ومن لم يسع سعي الركن بطل حجه إن كان حاجا،
وعمرته
إن كان معتمرا ،
لان السعى بين الصفا والمروة رُكن من اركان الحج والعمرة.
ماذا يقال عند السعي بين الصفا والمروة؟
السعى يبدا بصعود الحاج إلى الصفا بحيث يرى الكعبة المشرفه إذا أمكن له ذلك ويقول حين الصعود:
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيم .
ففي حديث جابر في وصف حجه النبى صلَّى الله عليه وسلَّم"أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لَمَّا دنا من الصفا قرأ
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ،
[البقرة: 158]
وقال صل الله عليه وسلم،
))أبدأ بما بدأ به اللهُ))
والمقصود ابدا بما بدالله به في الايه الكريمه .
فبدأ بالصفا صلى الله عليه وسلم فرَقِيَ عليه حتى رأى البيت فوحَّد اللهَ وكبَّره وقال:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلْك وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، لا إله إلا الله وحده، أَنْجَز وعدَه، ونصر عبدَه، وهَزَم الأحزاب وحدَه.
ثم دعا بين ذلك، فقال مثل هذا ثلاث مرات،
ثم نزل إلى المروة، حتى انصبَّت قدماه في بطن الوادي[1].
حتى إذا صَعِدنا، مَشى حتى أتى المروة، ففعل على المروة مثل ما فعل على الصفا.[2]
ثم يقول الحاج او المعتمر:
اللهم إنك قلت: ادعوني استجب لكم،
وإنك لا تخلف الميعاد وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم ثلاث مرات.
ثم يُصلي على سيدنا محمد،
(صلى الله عليه وسلم)،
ويقول عند هبوطه من الصفا في كل شوط،
اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار.
يُسن أن يهرول بين الميلين الأخضرين والهروله للرجال فقط ويدعو بين الميلين الأخضرين،
ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار رب اغفر وارحم واعف وتكرم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم،
اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .
ثم يصل إلى المروة فهذا شوط واحد فيتم سبعة أشواط يبدأ أولها بالصفا وينتهي آخرها بالمروة.
وعندما يقف عند المروة يقول ،
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا.
ويقول نفس الأذكار والدعوات التي قالها عند الصفا .
يُلبي الحاج في السعي، اما المعتمر فليس عليه تلبيه ،
ويُستحب أن يجمع الحاج او المعتمر في السعي بين الأذكار والدعوات وما تيسر من القرآن الكريم.
ويقول بعد تمام السعي،
ربنا تقبل منا وعافنا واعف عنا وعلى طاعتك وشكرك أعنا.
وفي حال انقطاع السعي بسبب الصلاة أو أي سبب آخر كان فيكمل السعي من حيث توقف.
قال أحمد:
لا بأسَ أن يؤخِّر السعي حتى يستريح،
أو إلى العَشِي[3].
لا يشترط الطهارة للسعي،
وإن كانت الطهارة أفضل بلاشك ،
بل يجوز للحائض أن تَسْعَى، لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم لعائشة،
((فَاقضِي ما يَقْضِي الحاجُّ غير ألا تَطُوفِي بالبيت)) [4].
فلو حاضت المرأة بعد الطواف حول البيت، فإنها تؤدِّي سَعْيَها، ولا حَرَج عليها.
لماذا الرجل يهرول في السعي؟
يسن للرجال الهرولة بين العلمين في السعي ،
لفعله صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه من بعده ،
وقد قال صلى الله عليه وسلم خُذُوا عنى مَنَاسِكَكُمْ ،
رواه مسلم (1297)
أما المرأة فلا تهرول ،
لأنها يُقصد فيها الستر والحشمة،
وفي الهرولة تعرض لإظهار جسدها ومفاتنها .
وعلى الحاج ان يمشي بين الجبلين (الصفا والمروة)،
لكنه يَسْعَى سَعْيًا شديدًا بين العَلَمين، وهما الميلان الأخضران في بطن المَسْعَى.
قال ابن عثيمين:
والسَّعْي هنا بمعنى الركض، فيسعى سعيًا شديدًا بقدر ما يستطيع، لكن بشرط ألا يتأذَّى أو يؤذِيَ]5]
سنن السعى بين الصفا والمروة .
الحاج القارِن و المُفْرِد يَكْفِيه السَّعْي عند طواف القدوم، فلا يَلْزَمه أن يَسْعَى مرَّة أخرى بعد طواف الإفاضة . [6]
ثم يحِل المُتمتِّع من إحرامه بالحلق أو التقصير، والمقصود: أنه إذا كان متمتعًا فإنه يحِل من إحرامه بالحَلق أو التقصير، وبهذا يكون قد انتهى من مناسك العمرة.
وأما القارِن والمُفْرِد؛ فإنهما يَظَلان على إحرامهما، فلا يحلقان ولا يقصِّران حتى يوم التروية (الثامن من ذي الحجة)؛ ليُكْمِلوا بقية المناسك .
فعن عائشة رضي الله عنها قالت:
خرجنا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فمنا مَن أَهَلَّ بالحج،
ومنا مَن أَهَلَّ بالعمرة، ومنا مَن أَهَلَّ بالحج والعمرة،
وأَهَلَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بالحج:
فأما مَن أَهَلَّ بالعمرة فأَحَلُّوا حين طافوا بالبيت وبالصفا والمروة،
وأما مَن أَهَلَّ بالحج أو بالحج والعمرة، فلم يُحِلُّوا إلى يوم النحر. [8]
قصة الصفا والمروة وماء زمزم.
تعود جذور الصفا والمروة ،
تخليداً لكفاح السيدة هاجر زوجة النبي إبراهيم و أم الذبيح إسماعيل،
من أجل ولدها،
فقد تركها النبي إبراهيم ومعها الطفل الصغير إسماعيل،
وشيء من الزاد طعاماً وشراباً في صحراء مكة حيث لا زرع ولا ماء،
ومضى نفاذاً لأمر إلهي تلقاه.
ونادت هاجر على إبراهيم،
وكررت النداء : أتتركنا وتذهب ؟
فلم يلتفت إليها،
فقالت له: هل أمرك الله بهذا ؟
فردّ عليها: نعم..
فأجابت بلا تردد: إذاً لن يضيعنا الله .
وكان طبيعياً ، مع مرور الوقت،
أن ينفد الماء والزاد بينما هاج، وقد جف منها اللبن ،
لا تجد ما تروي به ظمأ طفلها إسماعيل الذي يتلوى جوعاً ،
وصراخه يدمي قلبها ،
فأسرعت بالصعود إلى جبل الصفا لعلها تجد منقذاً من الهلاك لها ولإسماعيل ،
لكنها لا ترى ولا تجد شيئاً ،
فتهبط من الصفا وتسرع بالصعود إلى قمة جبل المروة دون جدوى سبع مرات.
ولما بلغ منها التعب منتهاه بعث الله جبريل عليه السلام ،
فضرب الأرض بجناحه،
فظهر الماء بجوار إسماعيل ،
لتهرول هاجر نحوه حامدةً وشاكرةً الله ،
وهي تغرف وتسقي ولدها كي تنقذه ،
قائلة : زمّ الماء ، زمّ الماء ، أي جرى الماء ،
ومن هنا كانت تسمية هذه العين بـزمزم.
وقد جعل الله تعالى من مسعى هاجر بين جبلي الصفا والمروة ،
شعيرة وركنا من أركان الحج.
كم تبلغ المسافه بين الصفا والمروة ؟
الطريق الذي يربط بين الصفا والمروة يُسمى مَسعى أو مكان السعي ،
والمَسعى الآن داخل في المسجدالحرام نتيجة التوسعة السعودية التي تمت عام 1375 هـجريا.
تبلغ المسافة بين الصفا والمروة 394.5 مترًا وهناك من يقول أنها 405 أمتار وهناك من يقول 375 متر.
وإجمالي عدد الأشواط للسعى 2761.5 متر عند حسابها على أنها 394.5 متر. وعرض المسعى 40 مترًا، وعدد طوابقه أربعة طوابق .
المصادر (+)
[1] وهو محدَّد الآن بأنوار خضراء، ويقال: "بين العَلَمين".
[2] مسلم (1218)
[3] انظر: المغني (3 /411(
[4] البخاري (294)، (5548)، ومسلم (1211)، وأبو داود (1782(
[5] الشرح الممتع (7 /306(
[6] وهو الطواف
الذي يكون يوم النحر.
[7] وسيأتي التنبيه على ذلك أيضًا عند ذكر طواف الإفاضة.
[8] البخاري (1562)، ومسلم (1211(
اترك تعليقك اذا كان لديك اى تساؤل عن الموضوع