في هذا الموضوع، ستتعرف على قصة الهجرة الشهيرة،
للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق،
من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة،
والتي تعدّ من أهم الأحداث في تاريخ الإسلام.
سنتحدث عن غار ثور و هو الغار الذي أوَى إليه النبي محمد ﷺ،
و صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه،
خلال رحلتهما الشاقه إلى المدينة المنورة في رحلة الهجرة النبوية،
ونستكشف تفاصيل المكوث في الغار والدروس التي يمكن أن نستفيدها من هذه القصة الملهمة.
كما سنلقي نظرة على الأحداث التي أدت إلى الهجرة،
وما كانت تعنيه هذه الخطوة الكبيرة بالنسبة للمسلمين وللإسلام بشكل عام.
تعريف غار ثور .
غار ثورٍ هو الغار الذي أمِن فيه الرسول ﷺ مع صاحبه أبي بكر الصديق في طريق الهجرة من مكه المكرمه إلى المدينة المنورة،
وبقيا في الغار إلى أن هدأت قريش في البحث عنهما.
قصة الرسول في غار ثور.
قصة النبي محمد ﷺ ،
فى غار ثور ،
من الأحداث الهامة في تاريخ الإسلام،
فهي تُظهر ،
عظمة قدرة الله تعالى ،
في حماية النبي محمد وصاحبه،
وتحقيق النصر لهما في وجه الأعداء.
وتُعَدُّ هذه القصة ،
مصدر إلهام وتعزيز ،
للإيمان لدى المسلمين.
حادثة غار ثور.
منذ بَعَثَ اللهُ تعالى نبيَّنا محمد عليه الصلاة والسلام ،
وهو قائمٌ بدعوة قومِه إلى توحيد الله رب الأرباب،
وقومُه المشركون يُواجهونه ويُقابلونه بالأذى،
وكانت قريش تزيد في عتوِّها وأذيَّتِها لنبيِّنا عليه الصلاة والسلام،
وتزداد في الأذيَّة نحو مَن يتبعُه من المسلمين،
وبخاصة إذا لم يكن له ظهير مِن قومه يُعينه ويحميه.
ولمَّا ازداد الأذى والحصار من قريش للنبي عليه الصلاة والسلام،
وما كانت تعترض من دعوته عليه الصلاة والسلام،
حتى أذِن اللهُ تعالى لنبيِّه بالهجرة من مكة إلى المدينة.
من كان مع الرسول في غار ثور؟
كان أبو بكر الصّديق مستعداً للهجرة بتجهيز راحلتين،
واستأجر رجلاً عارفاً بالطريق،
اسمه عبد الله بن أريقط،
وأوكل إليه مهمة رعي الراحلتين .
واتفق معه أن يلقاه في غار ثورٍ بعد ثلاث ليالٍ.
وقامت كلاً من عائشة وأسماء ،
رضي الله عنهما بتجهيز الطعام والمؤونة ،
للنبي ﷺ وأبا بكرٍ،
وقامت أسماء بنت أبي بكرٍ،
بحمل الطعام في نطاقها بعد أن شقّته نصفين؛
فأطلق عليها ذات النطاقين .
وأوكل الرسول ﷺ مهمة إيصال الأمانات إلى أصحابها والبيات في فراشه،
للصحابي علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه .
وبعد ذلك خرج النبي ﷺ مع أبي بكرٍ من بابٍ خلفيٍ.
حتى يتمكنا من الخروج من مكة المكرمة قبل طلوع الفجر .
وسلك الطريق التي تخالف الطريق الشمالية إلى المدينة .
لأن طريق الشمال من الطرق المعروفة لدى معظم الناس والتي تتجه أنظار الناس إليه،
وهي الطريق الرئيسي إلى المدينة المنورة .
فسلك النبي ﷺ الطريق الجنوبي المتجّه نحو اليمن، حتى وصل إلى جبل ثورٍ.
دعاء الرسول في غار ثور.
في أثناء بحث قريشٍ عن النبي ﷺ وصاحبه أبا بكرٍ،
وجدت قريش باب الغار،
إلّا أنّ الله تعالى حفظ النبي وأبا بكرٍ بفضله ومنّته.
فقال أبو بكر للرسول ﷺ:
لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه،
إلّا أنّ الرسولﷺ قال:
(يا أبا بكرٍ، ما ظنُّك باثنَين اللهُ ثالثُهما)،[1]
وقد بيّن الله تعالى حادثة الهجرة ،
في القرآن الكريم، فقال:
إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذينَ كَفَروا ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ
إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها
وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُليا وَاللَهُ عَزيزٌ حَكيمٌ،[2]
كم مكث الرسول فى غار ثور ؟
مكث النبي محمد ﷺ وصاحبه الجليل ابو بكر الصديق،
ثلاثة أيام،
مختبئين من المشركين الذين كانوا يطاردون دعوة الحق .
كان عبد الله بن أبي بكر يأتيهما،
خلالهما ويحدثهما عن أخبار مكة ،
وكان عامر بن فهيرة يمشي بغنمه خلفه ليمحو آثار أقدامه ،
حتى إذا مضت الأيام الثلاثة ،
وسكن عنهما الناس ،
أتاهما عبد الله بن أريقط ببعيريهما ،
فركب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ،
راحلته وأنطلقا ،
يتبعهما عامر بن فهيرة ليخدمهما في الطريق.
كم يبعد غار ثور عن مكة؟
يقع غار ثورٍ في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام،
على بُعد ما يقارب أربع كيلو متراتٍ من مكة المكرمة،
ويرتفع عن سطح البحر ما يقارب سبعمائة وثمانية وأربعين متراً.
غار ثور من الداخل.
وغار ثورٍ في الحقيقة يُعدّ صخرةً مجوّفةً،
يقدّر ارتفاعها بمترٍ وربع،
وإنّ للغار فتحتان،
واحدةٌ في الشرق،
والأخرى في الغرب .
مشروعيه زيارة غار ثور .
و مما يجدر التنبيه عليه،
أنه لم يرِدْ في الشرع ما يرِّغب في زيارة غار ثور،
وعليه فلا يجوز لمسلم أن يقصد زيارته معتقداً أن لتلك الزيارة فضيلة ثابتة .
فضلا عن أن من يزوره بنية التبرك بأرضيته أو أحجاره،
فإن ذلك من البدع المحرمة،
فلا يجوز للمسلم أن يقصد زيارة غار ثورٍ،
وأن يعتقد أنّ لزيارته فضلاً وبركةً.
وبهذا اصبح هذا الغار في ذاكرة التاريخ الإسلامي،
اذ يحكي قصة ثاني اثنين إذ هما في الغار .
وكيف كان عونا بعد عناية الله عز وجل ،
في حماية رسول الله ﷺ ،
والصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله ،
عنه من كفار قريش بمكة.
===============================================================
المراجع ( + )
[1]رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم: 2381، صحيح.
غار ثور
[2]سورة التوبة، آية: 40.
اترك تعليقك اذا كان لديك اى تساؤل عن الموضوع