يوم عرفة من أعظم أيام الله، تغفر فيه الزلاّت، وتجاب فيه الدعوات، وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين،
وجعله الله مقدمة ليوم النحر، ففيه يكون الوقوف والتضرع، والتوبة والمغفرة وإنه لمجمع عظيم، وهو أعظم مجامع الدنيا.
وقد وردت في فضائله ومآثره والأعمال المشروعة فيه للحاج ولغير الحاج.
فضل يوم عرفه وصيامه. |
فضائل
يوم عرفه متعددة منها.
اليوم الذي أتمّ الله تعالى فيه الدّين وأكمل النعمة؛
يوم عرفة أكمل الله فيه الملة، وأتم به النعمة،
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
إن رجلا من اليهود قال:
يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها،
لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا.
قال : أي آية؟ قال:
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا)،
[ سورة المائدة:5].
قال عمر رضي الله عنه :
قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه
على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
اليوم الذي يؤدّي فيه الحاجّ ركن الحجّ
الأعظم وهو الوقوف بعرفة،
قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(الحجُّ عرفةُ).[1][2]
اليوم الذي يعتق الله تعالى عباده من النار،
قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ
اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ)؛[3]
فيغفر الله تعالى فيه
لجميع المُسلمين؛ مما يزيد من غضب إبليس.[4]
اليوم الذي يُباهي الله تعالى بعباده الملائكة،
قال النبي عليه الصلاة والسلام:
ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ
فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي
بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟.[5]
يوم عرفة أحد الأيام المعلومات،
التي أثنى الله عليها في كتابه قال الله عز وجل :
(لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا
اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) [سورة الحج:28].
قال ابن عباس رضي الله عنهما
:
الأيام المعلومات : عشر ذي الحجة.
يوم عرفة أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها،
منبها على عظم فضلها وعلو قدرها قال
الله عز وجل:
(وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) [سورة الفجر:2].
قال ابن عباس رضي الله عنهما:
إنها عشر ذي الحجة قال ابن كثير: وهو الصحيح.
يوم عرفة أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها،
على غيرها من أيام السنة:
قال النبي
صلى الله عليه وسلم :
ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله
في عشر الأضحى
قيل: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل ؟
قال ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء،
رواه الدارمي وحسن إسناده
الشيخ محمد الألباني في كتابه إرواء الغليل.
أنه يوم العيد لأهل الموقف،
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام )،
رواه أبو داود وصححه الألباني .
فيه ركن الحج العظيم،
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(الحج
عرفة) متفق عليه.
فضل صيام يوم عرفه لغير الحاج .
اليوم الذي يكفّر صيامه سنتين من الذُنوب؛
لقول النبي عليه الصلاة والسلام عندما سُئل عن صيام
يوم عرفة:
يُكَفِّرُ السَّنَةَ
المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ،[6]
وتكفير السنة القادمة مع عدم وقوع الذنوب فيها بعد؛
معناه توفيق الله تعالى للعبد بإبعاده عن الذُنوب، وإن حصل الذنب وفّقه الله تعالى
لأعمالٍ تُكفّره.[7]
فضل الدعاء فى يوم عرفه .
اليوم
الذي يسنّ فيه الإكثار من الدُعاء،
وإظهار الحاجة
لله تعالى؛ فمن آداب الدُعاء كما جاء عن الإمام الغزاليّ: اختيار الأزمنة الشريفة كيوم
عرفة،
ومما جاء في فضل
دُعاء يوم عرفة حديث النبي عليه الصلاة والسلام قال:
(خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ)،
وهو عامّ لجميع
الناس، سواءً أكان حاجّاً أو غير حاجّ.
لماذا
نصوم يوم عرفه ؟
صيام يوم عرفة :
فقد جاء الفضل في صيام هذا اليوم على أنه أحد أيام تسع ذي الحجة
التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها،
فعن هنيدة بن خالدرضي الله عنه عن امرأته
عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم
تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر : أول اثنين من الشهر وخميسين
صححه
الألباني في كتابه صحيح أبي داود.
كما جاء فضل خاص لصيام يوم عرفة،
دون هذه التسع قال الرسول صلى الله عليه وسلم
عندما سئل عن صيام يوم عرفة:
يكفر السنة الماضية والسنة القابلة
رواه مسلم في الصحيح .
وهذا لغير الحاج وأما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف.
******************************
المصادر ( + )
[1] رواه النووي، في المجموع، عن عبدالرحمن بن يعمر الديلي، الصفحة أو الرقم: 8/95، صحيح.[2] شمس الدين، أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني (2007)، كشف اللثام شرح عمدة الأحكام (الطبعة الأولى)، سوريا: دار النوادر، صفحة 178-179، جزء 3. بتصرّف.
[3] أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1348، صحيح.
[4] خالد أبو شادي، أحلى 13 يوم، مصر: طيبة للنشر والتوزيع، صفحة 48-49. بتصرّف.
[5] موسى شاهين لاشين (2002)، فتح المنعم شرح صحيح مسلم (الطبعة الأولى)، عمان: دار الشروق، صفحة 408، جزء 5. بتصرّف.
[6] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي ، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح.
[7] محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، سبل السلام (الطبعة بدون طبعة)، القاهرة: دار الحديث ، صفحة 581، جزء 1. بتصرّف.
اترك تعليقك اذا كان لديك اى تساؤل عن الموضوع