مع اقتراب موسم الحج، يسأل ضيوف الرحمن الذين ينوون أداء فريضة الحج عن كيفية أداء الحج و ما هى مناسك الحج بالترتيب؟
وهذا الأمر بحاجة إلى توضيح وشرح لكل حاج،
حتى يتمكن ضيوف الرحمن من أداء مناسك الحج بطريقة صحيحة ومنظمة.
مناسك الحج بالترتيب . |
مناسك الحج بالترتيب.
تتكون مناسك الحج من أركان ومناسك مختلفة، وهي كالتالي:
1- الإحرام :
الاحرام هو الحال الذي يدخل فيه الحاج في الحرم المكي ويبدأ بارتداء الإحرام، ويتضمن ذلك النية والتلبية والتكبير والدعاء.
2- يوم التروية بـ "منى".
يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحِجّة،
ففى يوم الترويه يبدا الحاج اول ايام الحج حيث يتوجّه فيه حُجّاج بيت الله الحرام إلى مشعر مِنى.
حيث يُحرِم الحاجّ المتمتّع إحراماً جديداً، أمّا الحاجّ المُفرد والحاجّ القارن فهما على إحرامهما الأوّل.
3- الوقوف بعرفة:
يوم التاسع من شهر ذي الحجة يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات، ويبقون هناك حتى غروب الشمس، ويُعتبر هذا الوقوف من أهم مناسك الحج.
4- المبيت بمزدلفة ورمي جمرة العقبة.
بعد الوقوف بعرفات، يتوجه الحجاج إلى مزدلفة ويبقون هناك حتى طلوع الفجر،
ثم يتوجهون إلى منى جمرة العقبة ويرمونها بالجمرات، ويقومون بحل الإحرام بإزالة ملابس الإحرام والتحلل منه.
5- الهدي والتحلل.
يقوم الحجاج بذبح الهدي وتقسيمه على المحتاجين، ويقومون بالحلاقة وتقليم الأظافر.
6- طواف الافاضه:
يقوم الحجاج بالطواف حول الكعبة الشريفة سبع مرات، وهو ركن من أركان الحج.
7- السعي للحج:
يقوم الحجاج بالسعي بين الصفا والمروة سبع مرات، وهو ركن آخر من أركان الحج.
8- رمي الجمرات في أيام التشريق.
أيام التشريق هى الايام اللاحقه ليوم النحر و هي أيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة .
وفيها يعود الحجاج بعد طواف الافاضه في مكة إلى مِنى، ويكون على الحجاج المبيت في مِنى وذلك لرمي الجمرات الثلاث .
9- طواف الوداع وإتمام الحج.
يعود الحجاج إلى مكة المكرمة في اليوم العاشر من ذي الحجة، ويقومون بالطواف الوداع ويغادرون مكة المكرمة.
هذه هي المناسك الرئيسية للحج بالترتيب، ويتم تأديتها في فترة محددة من العام وفقًا للتقويم الهجري.
ويجب على الحجاج التأكد من تنفيذ مناسك الحج بالترتيب والشروط الشرعية المحددة لها.
كيفية اداء الحج.
يتطلب أداء الحج الالتزام بالترتيب والشروط الشرعية المحددة لكل مناسكه،
ويمكن تلخيص خطوات أداء الحج الأساسية على النحو التالي:
مناسك الحج والعمرة .
إذا أراد الحاج المُتمتع أن يُحرم بالعمرة،
عليه ان يغتسل ويتطيب، ثم يلبس ثياب الإحرام،
وهو عبارة عن إزارا ورداء أبيضين،
ولا يظهر الكتف الأيمن إلا عند بدايه الطواف بالبيت فقط،
أما المرأة تلبس ما تشاء من الثياب بدون أي زينة، ثم يصلي ركعتين،
وينوي الإحرام بالعمرة.
ثم يقول،
"لبيك اللهم عمرة ، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"،
ويرفع الرجل صوته بذلك،
أما المرأة تقوله بقدر ما يسمع من بجانبها فقط، ثم يكثرون من التلبية، والذكر.
ثم يكمل مناسك العمرة الى نهايتها.
كيفية أداء مناسك الحج؟
الإحرام.
هو أن ينوي الحاج الإحرام الدخول في نسك الحاج المتمتع بِقَلبِهِ،
مستحضرًا النية لذلك،
وسبب تسميته بالإحرام لأن الحاج بمجرّد الدخول فيه يحرّم عليه أمورًا كانت محللة له،
ثم يقول،
" لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"،
ويرفع الرجل صوته بذلك،
أما المرأة تقوله بقدر ما يسمع من بجانبها فقط، ثم يكثرون من التلبية، والذكر.
الطواف للعمرة .
والطواف للعمرة فهو للحاج المتمتع ،
اما للحاج المفرد او القارن فيقوم بعمل طواف القدوم،
فهو سنّة من سنن الحج حسب قول الجمهور،
ويسمى بطواف الورود، وطواف الوارد، وطواف التحيّة؛
لأنه شُرع للقادم من غير مكة المكرمة،
ويبدأ طواف القدوم بدخول الحاج إلى مكة المكرمة،
وذلك لتحيّة البيت العتيق،
يدخل الحاج المسجد الحرام بالقدم اليمنى،
ويبدأ 7 أشواط طواف حول الكعبة المشرفة بداية من الحجر الأسود،
قائلا "بسم الله والله أكبر"
وكلما مر عليه في كل شوط، وينتهي إليه،
ويستلم الحجر بيده اليمنى ويقبله إذا تيسر ذلك،
ولا يزاحم عليه، أو يشير إليه من بعيد، ويذكر الله ويدعوه بما يشاء.
وإذا بلغ الركن اليماني استلمه من غير تقبيل،
فإذا لم يتيسر له لا يزاحم عليه ولا يشير إليه،
ويقول بينه وبين الحجر الأسود
"ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار".
وأثناء الطواف يقوم الرجل بفعل شيئين،
الأول "الاضطباع" وهو إظهار الكتف الأيمن،
والثاني "الرمل" وهو الإسراع في المشي مع مقاربة الخطوات أثناء الأشواط الثلاثة الأولى،
وفي الباقي يمشي كعادته.
السعي بين الصفا والمروة .
ثم يخرج الحاج للسعي بالصفا والمروة من باب الصفا ويصعد عليه مستقبلا الكعبة ويقرأ،
۞ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) البقرة.
ويرفع يديه بالدعاء ويحمد الله ويكبره،
ويقول،
لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده"، ويكررها ثلاث مرات،
ولا حرج إن اقتصرت على أقل من ذلك.
ثم ينزل من الصفا إلى المروة ماشيا،
فإذا بلغ العلمين الأخضرين يسرع في مشيه "الهرولة" وهذا للرجال فقط،
ويمشي كعادته عند الوصول للعلم الثاني،
ويكرر الأمر في كل شوط،
ويصعد على المروة ويقول ما قاله على الصفا،
ويحسب الشوط من الصفا إلى المروة والعكس يحسب شوطا آخر،
ويقول في السعي ما تيسر من الذكر والدعاء أو قراءة القرآن.
فإذا أتم سعيه يحلق الرجل رأسه أو يقصر فقط ليبقى الرأس للحلق للحج،
بحيث لو كانت المدة قريبة للحج لا يتسع الوقت لنبات شعر الرأس،
وإن كانت إمرأة تقصر من أطراف شعرها قدر أنملة في جميع جهات الرأس.
وبذلك تمت العمرة ويحل من الإحرام كاملا وترفع المحظورات،
وتحل له الملابس والطيب والنكاح، وغير ذلك.
ولكن في حالة الحج المتمتع،
وجب عليك هدي يوم النحر بـ "شاة"،
أو سبع بدنة أو بقرة،
فإن لم تجد فعليك صيام 10 أيام،
ثلاثة منهم قبل يوم عرفة في الحج،
وسبعة إذا رجعت إلى أهلك.
يوم التروية .
يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة،
ويستحب للحاج أن يخرج من مكة المكرمة إلى منى في يوم التروية،
فيُصَلِّي بِمِنى خَمْسَ صلواتٍ هي:
الظُّهْرُ، وَالْعَصْرُ، وَالْمَغْرِبُ، وَالْعِشَاءُ، وَالْفَجْرُ،
وذلك باتفاق الأئمة الأربعة، ويبيت بها ليلة عرفة،
ثم يسير الحجاج من منى إلى عرفة سيرًا على الأقدام بعد طلوع شمس عرفة،
وهو سنّة عند الجمهور.
الوقوف بعرفة .
الوقوف بعرفة ركنٌ من أركان الحج لا يتمّ الحج الا به،
وذلك باتّفاق الأئمّة الأربعة،
وقد جاء في فضل هذا اليوم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا:
أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ، فَيَقُول: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ،
وللوقوف بعرفة شرطان متّفق عليهما، وهما:
الوقت:
ويوافق اليوم التاسع من ذي الحجّة وليلة العاشر من ذي الحجّة إلى طلوع الفجر،
فمن فاته يوم عرفة أو تأخّر عنه فقد فاته الحج،
واتفق العلماء في أنّ طلوع فجر يوم النحر هو وقت انتهاء الوقوف بعرفة،
المكان:
بان يكون الوقوف في أرض عرفات.
الإفاضة من عرفات بعد الغروب:
فاذا غربت شمس عرفة أفاض الناس والإمام، فمن وجد فرجة فليُسرع في المشي.
المبيت بمزدلفة و رمي جمرة العقبة.
" مزدلفة " ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج في رحلة إيمانية يؤدون فيها مناسك الحج،
وتقع بين مشعري منى وعرفات،
ويقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا،
ويجمعوا فيها الحصى لرمي الجمرات بمنى ويمكث فيها الحجاج حتى صباح اليوم التالي يوم عيد الأضحى ليفيضوا بعد ذلك إلى منى.
وقبل طلوع شمس
اليوم العاشر،
يسير الحجاج إلى "منى" مع أخذ 7 حصيات من مزدلفة،
لرمي جمرة
العقبة بها متعاقبات ويكبر مع كل حصاة،
وحجمها يعادل الحمصة تقريبا، أما باقي الحصى
فالتقطه من منى.
الهدي والتحلل الاول .
الهدي واجب من واجبات الحج إذا كان الحاج متمتعا أو قارنا،
(جمع بين الحج والعمرة)،
وهو ما يُهدى من الأنعام إلى الحَرَم تقرباً إلى الله.
ويجب على القارن والمتمتع إلا بفعل محظور أو تَرْكِ واجب،
ولا يجب على المفرد الهدى ،
وللهدي أحكام وشروط تتعلق به، فهو كأضحية العيد؛
حيث يجب ذبح شاة مجزئة في الأضحية،
أو سُبُع بقرة أو سُبُع بَدَنة يشترط فيها أن لا يكون بها عيبٌ،
أو مرضٌ، أو عورٌ وعرجٌ بيِّن،
ولا يشترط أن يذبح الحاجّ هديه بنفسه،
بل يجوز له أن يوكّل من يذبح عنه.
التحلل الأول ( الأصغر) يكون بفعل اثنين من أعمال يوم النحر الثلاثة،
والتي هي الرمي والحلق أو التقصير،
والطواف، وبهذا التحلل يحل كل شيء من المحظورات إلا الجماع ومقدماته .
طواف الإفاضة .
ثم ينزل الحجاج إلى مكة لطواف الإفاضة بالبيت الحرام،
والسعي إن كان متمتعا أو لم يسع مع طواف القدوم إن كنت قارنا أو مفردا،
وبهذا تحل لك النساء،
ويجوز تأخير طواف الإفاضة إلى ما بعد أيام منى،
والنزول إلى مكة بعد الفراغ إلى رمي الجمار.
رمي الجمرات في أيام التشريق .
ثم بعد الطواف والسعي يرجع الحاج إلى منى،
فيبيت أيام التشريق الثلاثة،
وهي الحادي عشر، والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة،
ويرمي الجمرات الثلاث، في يومين أو ثلاثة،
ويبدأ بالجمرة الأولى وهي الأبعد عن مكة،
ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة،
كل واحدة بـ 7 حصيات متعاقبة وتكبر مع كل حصاة،
وبعد أن يرمي عند كل جمرة يدعو بما تيسر،
وبعد جمرة العقبة ينصرف ولا يدعو.
طواف الوداع وإتمام الحج.
وإذا أراد الحاج العودة إلى بلده لا يخرج من مكة إلا بعد طواف الوداع بالكعبة المشرفة،
ولا يعفى من ذلك أحدا إلا الحائض والنفساء،
لقوله "صلى الله عليه وسلم":
" لا ينفر أحدا حتى يكون آخر عهده بالبيت ".
زيارة المسجد النبوي الشريف .
زيارة مسجد الرسول "صلى الله عليه وسلم" في المدينة المنورة ليس من الحج والعمرة،
حيث يتوجه الحاج إلى المدينة قبل أداء المناسك أو بعدها،
بنية زيارة المسجد النبوي والصلاة فيه،
لأنها خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.
فإذا وصلت المسجد فصل فيه ركعتين تحية المسجد أو صلاة الفريضة إن كانت قد أقيمت،
ثم اذهب إلى قبر الرسول "صلى الله عليه وسلم"،
وسلم عليه قائلا:
"السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته".
ثم أخط عن يمينك خطوتين لتقف أمام قبر أبي بكر الصديق
"رضي الله عنه"،
قائلا،
"السلام عليك يا أبا بكر خليفة رسول الله ورحمة الله وبركاته، رضي الله عنك وجزاك عن أمة محمد خيرا".
ثم أخط خطوتين لتقف أمام قبر الفاروق عمر بن الخطاب "رضي الله عنه"،
قائلا
"السلام عليك يا عمر أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، رضي الله عنك وجزاك عن أمة محمد خيرا".
ويسن لك أن تزور مسجد قباء وتصلي فيه،
كما تخرج تزور أهل البقيع وقبر عثمان بن عفان "رضي الله عنه"،
وشهداء أحد،
وقبر حمزة بن عبدالمطلب "رضي الله عنه"، وتدعو لهم.
اترك تعليقك اذا كان لديك اى تساؤل عن الموضوع