الكعبة المشرفة أهم المعالم الدينية في العالم الإسلامي،
فهي أول بيت وضع في الأرض للعبادة وقبلة المسلمين في صلواتهم.
و مركزًا للعبادة ومقصدًا للحجاج من كل بقاع الأرض.
ولكن هل تساءلت يومًا،
من هو أول من قام ببناء الكعبة؟
اول من قام ببناء الكعبة. |
لا يمكن الحديث عن المسجد الحرام فى مكه المكرمه دون الإشارة إلى الكعبة المشرفة.
حيث يبدأ تاريخ المسجد الحرام ب تاريخ بناء الكعبة المشرفه.
و سُميت الكعبة بالبيت الحرام بهذا الاسم،
لأن الله حرم القتال فيها،
وهي أقدس مكان على وجه الأرض.
كما جاء في القرآن الكريم:
"إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ"
(آل عمران: 96).
من اول من قام ببناء الكعبة؟
- وفقًا للروايات الإسلامية،
فإن أول من قام ببناء الكعبة هم الملائكة،
وذلك قبل خلق آدم عليه السلام بألفي عام.
- فقد وضع الله تعالى تحت العرش البيتً المعمورً، وأمر الملائكة أن يطوفوا به.
- كما أمر الملائكة السّاكنين في الأرض ببناء بيت على مثال هذا البيت المعمور،
وهو ما عُرف باسم "الضَّرَّاح".
- وأمر من في الأرض أن يطوفوا به كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور.
- وروي أن الملائكة بنوه قبل خلق آدم بألفي عام، فكانوا يحجونه،
فلما حجه آدم قالت له الملائكة:
بر حًجك يا آدم،
حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام.
من بنى الكعبه ابن عثيمين؟
لقد أعاد الشيخ ابن عثيمين تفصيل من بنى الكعبة بشكل واضح.
وفقًا لما ذكره،
- فإن إبراهيم عليه السلام هو الذي قام ببناء الكعبة،
وذلك بمشاركة ابنه إسماعيل عليه السلام.
- كما أشار الشيخ بن عثيمين إلى أن هناك روايات تذكر أن الكعبة كانت قد بُنيت في عهد آدم عليه السلام،
ولكن الكعبه اندثرت وتهدمت،
ثم قام إبراهيم عليه السلام بتجديد بنائها.
وفقًا لما جاء في القرآن الكريم،
قال تعالى في سورة البقرة:
"وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"
(البقرة: 127).
- وأوضح الشيخ أن سبب تسميتها "كعبة" هو أنها بناء مربع له أربعة أركان.
- وقد أضاف الله تعالى هذا البيت إلى نفسه،
وفرض على عباده التوجه إليه في الصلوات وأداء فريضة الحج مرة في العمر.
بناء الكعبة عبر العصور.
يعتبر تاريخ بناء الكعبة هو بداية تاريخ المسجد الحرام.
حيث بُنيت الكعبه 12 مرة عبر التاريخ؛
حيث بُنيت في الأصل من قبل الملائكة عليهم السلام قبل خلق آدم عليه السلام.
وبعد ذلك تم إعادة بناءها عدة مرات عبر التاريخ من قِبل:
- آدم عليه السلام.
- شيث بن آدم عليه السلام.
- إبراهيم عليه السلام بمساعدة ابنه إسماعيل.
- العمالقة.
- جرهم.
- قصي بن كلاب.
- قريش.
- عبد الله بن الزبير في عام 65 هجري.
- الحجاج بن يوسف في عام 74 هجري.
- السلطان مراد الرابع في عام 1040 هجري.
وقد تم هدم الكعبة بسبب طوفان نبي الله نوح عليه السلام.
ويعتبر تاريخ بناء الكعبة هو بداية تاريخ المسجد الحرام.
شكل الكعبة الأصلي.
- تُوصف شكل الكعبة الاصلى أنها بناء مكعب الشكل.
- يبلغ ارتفاعها 15 متراً، ويبلغ طول ضلعها الذي به بابها 12 متراً، وكذلك يكون الذي يقابله.
- أما الضلع الذي به الميزاب والذي يقابله، فطولهما 10 أمتار.
- ولم تكن الكعبه المشرفه كذلك في عهد إسماعيل.
- بل كان ارتفاعها تسع أذرع من عهد إسماعيل، ولم يكن لها سقف.
- فلما بنتها قريش قبل الإسلام، زادوا فيها تسع أذرع،
فكانت ثمان عشرة ذراعا،
ورفعوا بابها عن الأَرض،
فكان لا يصعد إليها إلَا في درج أو سلم.
- ثم لما بناها عبد الله ابن الزبير،
زاد فيها تسع أذرع،
فكانت سبعا وعشرين ذراعا، وعلى هذا هي إلى الآن.
- ومن المعروف أن أركان الكعبة أربعة وهي:
1- الركن الأسود.
2- الركن الشامي.
3- الركن اليماني.
4- الركن العراقي.
- للكعبة منفذ واحد وهو باب يفتح ثلاث مرات سنويا لغسل داخلها بماء زمزم.
- السقف مدعم من ثلاثة أعمدة خشبيه من أفضل الأنواع محلاه بالذهب.
- في زاوية نجد أدراجا ضيقة تسمح بالصعود للأعلى حيث يصعد فيه مرة في السنة لتبديل كسوة الكعبة.
معالم الكعبه.
تتميز الكعبة بمعالم بارزة داخل تكوينها وبعضها منفصل عنها ولكنه يقع بجوارها.
أ- المعالم اللصيقة بالكعبه.
وهي أجزاء متصلة ببناء الكعبة ولكل منها اسم يعرف به؛
وهي كما يلي:
1- الحَجَر الأسود:
- أُنزل من الجنة حين كان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام يبنيان الكعبة المشرفة.
- وقد نزل أبيضاً، بل أشد بياضاً من اللبن، وقيل هو ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة.
- وجاء في مسند أحمد عن ابن عباس:
( الحَجَرُ الأسودُ من الجنةِ وكان أشدَّ بياضًا من الثلجِ حتى سوَّدَتْهُ خطايا أهلِ الشركِ ).
- ويرتفع عن الأرض بمقدار متر ونيف تقريبًا، وهو حجر بيضوي الشكل.
- لونه أسود مائل إلى الحمرة.
- ويبلغ قطره ثلاثين سنتيمترًا وعرض إطار الفضة الذي يحميه عشرة سنتيمترات.
2- المُلتزَم:
الملتزم هو الجزء المحصور بين ركن الحَجَر وباب الكعبة.
و سُمي بذلك الاسم لأن الطائف بالبيت
يلتزمه (يلتصق به)
عند دعائه لله تعالى واستغاثته به.
3- باب الكعبة:
- هو باب مرصع بالذهب الخالص ويقع في الجانب الشرقي من الكعبة بجوار الملتزم والحجر الأسود.
- عرض باب الكعبة 1.90متر وطوله 3.10 أمتار، ومن الأرض إلى أسفل الباب 2.25 مترين.
- ويلتحق بباب الكعبة قفله ومفتاحه،
إضافة إلى السلم الذي يُصعد به إليه وهو من الخشب المصفح بالفضة ويوضع في مكانه حين يراد فتح البيت.
4- حِجر إسماعيل:
هو الحائط الواقع شمالي الكعبة وشكله الهندسي نصف دائري.
ويكون على يسار الطائفين بالبيت ولا يصح الطواف إذا مر الطائف بينه وبين الكعبة.
5- الميزاب:
هو مصب المطر الذي يسقط على ظهر الكعبة.
ويقع في الجهة الشمالية منها بحيث يصب على حجر إسماعيل، واول من صنعه قريش.
وهو ملبس بصفائح من الذهب، وطوله 1.95 متر، وعرضه 26 سنتمترا، وارتفاع جانبيْه 23 سنتمترا.
6- الركن اليماني:
هو أشهر أركان الكعبة ويُستحب للطائف بالبيت أن يلمسه في كل شوط إن استطاع وإلا أشار إليه بيده.
وبينه وبين الحِجر 12.11 مترا، وبين الركنين اليماني والشامي 11.52 مترا.
7- الشاذروان:
بناء لطيف ملصق بحائط الكعبة في أسفل جدارها مما يلي أرض المطاف من جهاتها الثلاث عدا جهة حِجْر إسماعيل.
وهو من أصل جدار الكعبة ومن قواعد إبراهيم عليه السلام التي وضعها.
وترتبط به حلقات حديدية لتثبيت كسوة الكعبة.
ب- المعالم المنفصلة:
وهي معالم مرتبطة بالكعبة لكنها تقع في محيطها منفصلة عنها، وهي:
1- مقام إبراهيم:
هو حَجَر رخو من نوع حجر الماء لونه بين البياض والسواد والصفرة.
وكان يقف عليه إبراهيم عليه السلام حين ارتفع بناء الكعبة عن مستوى قامته.
وهو مربع الشكل وطوله حوالي نصف متر.
وكان مقام إبراهيم حجرا ملصقا بحائط الكعبة إلى أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخره عن البيت توسعة على المصلين والطائفين،
وكانت آثار قدميْ إبراهيم ظاهرة في الصخرة إلى أول الإسلام ثم انطمست بمرور الزمن.
ويشرع للطائف أن يصلي ركعتين خلف المقام بعد انتهاء الطواف، لقوله تعالى:
"واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى".
2- بئر زمزم:
و بئر زمزم هى البئر التي تقع جنوب مقام إبراهيم على بعد 18 مترا منه داخل المسجد الحرام.
ويرجع تاريخ نشأتها إلى مقدم إبراهيم عليه السلام من الشام إلى مكة المكرمة.
حيث ترك زوجته هاجر وابنهما إسماعيل وهو رضيع عند مكان البيت.
فنفد ما كان معهما من الماء فجعلت هاجر تسعى فزعة بين الصفا والمروة بحثا عن الماء.
فلما أتمت سبعة أشواط انتهت فيها إلى المروة عادت إلى طفلها إسماعيل فإذا بالماء ينبع حوله فحوّطته بما استطاعت و"زمّته".
أي قالت له: زم زم، يعني:
لا تتبدد ولا تتفرق، فسمي لذلك "بئر زمزم".
وبئر زمزم مباركة إذ ورد في الحديث الصحيح أن من فجرها هو أحد الملائكة عليهم السلام، وقد قال النبي ﷺ : "ماء زمزم لما شرب له".
3- الصفا والمروة:
هما صخرتان كبيرتان تشكل كل منهما جزءا من أحد الجبال القريبة من المسجد الحرام.
فـ"الصفا" جزء من جبل أبي قبيس وتقع في الجهة الجنوبية من المسجد.
و"المروة" جزء من جبل قعيقعان وتقع في الجهة الشمالية من المسجد.
ويربط بين الصفا والمروة ممر يبلغ طوله 394 مترا وعرضه 40 مترا يسمى "المسعى".
وهو المكان الذي سعت فيه هاجر زوجة النبي إبراهيم عليه السلام سبعة أشواط،
أثناء بحثها عن الماء لتسقي رضيعها إسماعيل.
وأصبح سعيها ذلك شعيرة دينية لا يكتمل الحج والعمرة إلا بأدائها.
اترك تعليقك اذا كان لديك اى تساؤل عن الموضوع