شكل الكعبة الأصلي وتاريخ بنائها هو موضوع مثير للاهتمام والتساؤلات.
حيث يتفق العلماء والمؤرخون على أن الكعبة المشرفة،
قد هُدمت وأُعيد بناؤها عدة مرات،
بل ويعتقد أنها تمت إعادة بناؤها على الأقل اثني عشر مرة.
شكل الكعبة الأصلى. |
يُعتقد أن أول من قام ببناء الكعبة المشرفة هم الملائكة قبل حتى خلق الإنسان،
ويُقال إن الملائكة لم يكملوا بنائها،
أو أنها تهدمت لأسباب غير معروفة.
بعد ذلك،
قام سيدنا آدم عليه السلام ببناء الكعبة المشرفة،
ليعبد الله فيها بعد أن أخطأ واتبع وسوسة الشيطان وأكل من الشجرة المحرمة.
ثم جاء بعد ذلك طوفان سيدنا نوح،
الذي دمر كل شيء في طريقه،
بما في ذلك الكعبة المشرفة،
حيث تهدمت ولكن بقيت قواعدها ماثلة.
شكل الكعبه الاصلى.
يعتبر بناء الكعبة الاصلى على يد سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل،
ثابتاً في القرآن والسنة،
وهو الأكثر شهرة ومعرفة بين المسلمين.
و في هذا الوقت،
لم يكن سيدنا إبراهيم يعرف موضع معالم البيت،
لكن الله أخبره به.
وذلك وفقاً للآية القرآنية:
"وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ"
(الحج: 26).
هذا وقد جاء في القرآن الكريم،
ذكر قصة بناء الكعبة بواسطة سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام،
حيث قال تعالى:
"وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"
(البقرة: 127-128).
رفع إبراهيم عليه السلام قواعد الكعبة،
وكان ابنه إسماعيل يساعده في البناء بنقل الحجارة.
الشكل الحقيقى الكعبة.
- بُنيت الكعبة فى عهد نبى الله ابراهيم،
على شكل مستطيل من الحجارة،
وبلغ ارتفاعها تقريباً تسعة أذرع.
- وكان لها بابان ولم يكن لها سقف.
- بعد ذلك، أتموا بناءها بوضع الحجر الأسود،
الذي أنزله الله من الجنة بواسطة الوحي جبريل،
وكان الحجر في ذلك الوقت أبيض اللون وتم وضعه في شمال الكعبة.
- ودعوا الله أن يتقبل منهم هذا البناء،
وأن يتوافد إليه المسلمون من كل مكان،
فاستجاب الله لدعائهم وعمّ الخير في هذا المكان.
رَّبَّنَآ إِنِّىٓ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجْعَلْ أَفْـِٔدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىٓ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ.
( إبراهيم: 37 ).
الكعبة المشرفة قديما.
تاريخ بناء الكعبة المشرفة يمتد عبر فترة طويلة.
حيث مرت بمراحل متعددة من التطور والتغير.
تبدأ قصتها في عهد نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام،
عندما أمر الله سبحانه وتعالى الخليل ابراهيم ان يسكن مكه هو واهله.
و في تلك الفترة،
كانت مكة تعتبر صحراءً جدباء قاحلة،
بعيدة عن الحياة والحضارة.
وبعد الاستقرار في مكة وبلوغ إسماعيل عليه السلام.
أذن الله تعالى لهما ببناء الكعبة ،
ورفع قواعدها،
يقول الله تعالى :
{ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا }،
( البقرة127).
فجعل إسماعيل عليه السلام يأتي بالحجارة و إبراهيم يبني،
وارتفع البيت شيئا فشيئا،
حتى أصبح عاليا لا تصل إليه الأيدي،
عندها جاء إسماعيل عليه السلام بحجر ليصعد عليه أبوه ويكمل عمله،
واستمرا على ذلك وهما يقولان :
{ ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم}،
( البقرة127).
حتى تم البناء واستوى.
شكل الكعبة الاصلى الذى بناة ابراهيم واسماعيل.
- لقد بنى إبراهيم عليه السلام الكعبة،
بالحجارة المرصوصه بعضها فوق بعض من غير طين وجص.
- وحفر في باطنها على يمين من يدخلها حفرة عميقة كالبئر،
يُلقى فيها ما يُهدى إليها و تكون خزانة لها.
- وكان شكل الكعبة بعد بناء ابراهيم واسماعيل مستطيلة الشكل.
- وكان ارتفاعها تسعة أذرع.
- وقد بنيت في الشمال عريشًا،
والذي يعرف بالحجر، وكان لها أبعاد محددة.
- حيث كان طول الضلع الشرقي للكعبه 32 ذراعًا،
و طول الضلع الغربي 31 ذراعًا.
- وطول الضلع الشمالي 22 ذراعًا،
والجنوبي 20 ذراعًا.
وتم فتح بابين ملاصقين للأرض بدون باب.
👈 ثم استقرت بعض القبائل العربية في مكة من "العماليق" و"جرهم".
وتصدع بناء الكعبة أكثر من مرة نتيجة لكثرة السيول والعوامل المؤثرة في البناء.
وكان أفراد تلك القبيلتين يتولون إصلاحها، ورعايتها.
بناء الكعبة في عهد الرسول.
- قبل البعثة النبوية بخمس سنوات،
عندما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعمر 35 عاماً.
- قامت إحدى سيدات قريش بمحاولة تبخير الكعبة.
لكنها أشعلت النيران فيها عن طريق الخطأ،
مما أدى إلى احتراق كسوة الكعبة.
و تبع ذلك سيل عظيم دخل الكعبة وصدع جدرانها.
- فزعت قريش من ذلك وقررت تجديد بناء الكعبة المشرفة.
- قررت قبيلة قريش إعادة بناء الكعبة بشرط أن يكون المال المستخدم في البناء من مال حلال،
- لكن الأموال الطيبة لم تكن كافية لإكمال البناء،
فاختصروا من جهة الحجر الأسود ستة أذرع وشبراً (حوالي 3.23 متر).
وأداروا حول هذه المنطقة جداراً قصيراً ليطوف الناس من ورائه.
- أحدثت قريش بعض التغييرات في بناء الكعبة،
فزادوا ارتفاعها إلى 18 ذراعاً (حوالي 9 أمتار) وسقفوها،
حيث لم تكن الكعبه المشرفه مسقوفة من قبل.
كما جعلوا لها ميزاباً من خشب وسدوا الباب الغربي،
ورفعوا الباب الشرقي عن مستوى سطح الأرض حتى يدخل فيها من شاءوا ويمنعوا من أرادوا.
- شارك الرسول عليه الصلاة والسلام في بناء الكعبة،
حيث كان يحمل معهم الحجارة.
- وعندما انتهى البناء، وأرادوا وضع الحجر الأسود،
وقع نزاع شديد بينهم،
حيث أرادت كل قبيلة أن تحظى بشرف رفع ووضع الحجر الأسود في مكانه.
- اتفقوا على أن يحكم بينهم أول من يدخل البيت.
- وكان الداخل هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- فوضع الحجر على رداء وأمر كل قبيلة أن تأخذ بطرف منه،
فرفعوه معاً، ثم قام بوضعه في مكانه بنفسه.
شكل الكعبة من الداخل.
- لا تتجاوز مساحه الكعبه المشرفه من الداخل 180 مترًا مربعًا.
👈 يوجد الركن الشامي على يمين الداخل إلى الكعبة المشرفة،
و يحتوي على بناء من الدرج المؤدي إلى السطح.
👈 بناء الكعبه المشرفه يتكون من غرفة مستطيلة مغلقة بدون نوافذ،
ويمتاز بوجود باب به قفل خاص.
- يوجد داخل الكعبة المشرفة ثلاثة أعمدة خشبية قوية تحمل سقفها.
- هذه الأعمدة مصنوعة من نوع خشبي فريد لا يمكن مضاهاته، وقد وضعها الصحابي عبد الله بن الزبير.
- تعود أعمار هذة الاعمدة لأكثر من 1350 عامًا، وتتميز بلونها الداكن الذي يميل قليلًا إلى السواد.
- يبلغ محيط كل عمود حوالي 150 سم، وقطرها يبلغ 44 سم.
- يحتوي كل عمود على قاعدة خشبية مربعة، مزخرفة بنقوش محفورة على الخشب.
- وبين هذه الأعمدة الثلاثة، يتدلى مداد يحمل بعض هدايا الكعبة المشرفة،
- ويمتد حامل على طول الأعمدة الثلاثة،
ممتدًا إلى داخل الجدران الشمالية والجنوبية.
👈 أرض الكعبة المشرفة مفروشة بالرخام وأغلبه من النوع الأبيض والباقي ملون.
اترك تعليقك اذا كان لديك اى تساؤل عن الموضوع