يُعد الحجر الأسود في الكعبة المشرفة أحد أهم وأشرف الأحجار على وجه الأرض.
هذا الحجر البيضاوي الشكل،
الذي يميل لونه إلى الأسود المحمر يقع في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة، و يعود أصل الحجر إلى الجنة.
فهو نقطة البداية والنهاية للطواف حول الكعبة،
مما يمنحه مكانة خاصة في قلوب الملايين من المسلمين حول العالم.
الحجر الاسود في الكعبة. |
يرتفع الحجر الأسود عن الأرض مترًا ونصفًا،
محاطًا بإطار من الفضة الخالصة للحفاظ عليه.
يتموضع الحجر في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة،
مما يجعله مُحاذيًا للرُّكن اليمانيّ من الجهة الشرقية.
يُعتبر الحجر الأسود جزءًا من أركان الكعبة المشرفة الأربعة،
وهو النقطة التي يبدأ منها الطواف حول الكعبة وينتهي بها.
اتباعًا لسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم،
يُشرع للمسلمين عند الطواف بالبيت العتيق،
بدء الطواف،
بتقبيل الحجر الأسود إن أمكن ذلك،
وكلما مرّوا به في بداية كل شوط من أشواط الطواف،
يلتزمون بتقبيله إن استطاعوا.
وقد ورد عن النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم قوله:
"إنّ الحِجرَ والمقامَ ياقوتتانِ من ياقوتِ الجنةِ طمس اللهُ نورَهما ولولا ذلك لأضاءَا ما بينَ المشرقِ والمغربِ"،
مما يضفي على الحجر الأسود قدسية ومكانة خاصة في قلوب المسلمين.
من أين أتى الحجر الأسود؟
- روى ابن عباس عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال:
« نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم ».
- جاء في الأحاديث أن الحجر الأسود نزل من الجنة مع آدم عليه السلام،
وكان شديد البياض،
لكن خطايا بني آدم أسودت لونه.
- حفظ الله عز وجل هذا الحجر لنبيه إبراهيم عليه السلام،
وعندما بدأ إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام،
ببناء الكعبة،
أرادا أن يكون مكان بدء الطواف واضحًا للناس.
فجاء جبريل عليه السلام بالحجر ووضعه في مكانه.
في ذلك الوقت، كان الحجر يتلألأ من شدة بياضه،
وكان يضيء أطراف الكعبة.
- بلغ طول الحجر ذراعًا واحدًا،
وغرس في بناء الكعبة بحيث لم يظهر منه إلا رأسه الذي أصبح أسودًا بسبب الذنوب.
- أما الجزء المغروس في الكعبة، فظل بلونه الأبيض.
سبب نزول الحجر الأسود من الجنة.
ورد في السنة النبوية أن الحجر الأسود هو حجر من حجارة الجنة نزل مع آدم عليه السلام.
- حين نزل آدم من الجنة،
شعر بوحشة شديدة وشوق عارم لها،
فأنزل الله تعالى الحجر الأسود ليؤنسه ويخفف من وحشته للجنة.
- كان لون الحجر أبيض صافيًا، لكنه اسودّ بذنوب العباد،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضًا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم ».
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في بيان خصوصية الحجر الأسود،
« إنه لولا ذنوب الجاهلية ورجسها، لبرئ كل من مسّ الحجر الأسود وكان يشكو عاهة ما ».
وقال أيضًا:
« لولا ما مس الحجر من أنجاس الجاهلية، ما مسه ذو عاهة إلا شفي ».
شكل الحجر الأسود قديماً.
يتميز الحجر الأسود بشكله البيضاوي الصغير، وقطره لا يتجاوز بضعة سنتيمترات.
يُعتقد أن شكل الحجر كان أطول قبل أن يتعرض للتلف والتشققات عبر العصور،
ومع ذلك، فإن تلك التشققات والنتوءات الطبيعية تضفي عليه طابعًا فريدًا وجاذبية خاصة.
يتميز سطح الحجر الأسود بنعومته ولمعانه، ويمتاز بظاهرة التألق عند تعرضه للإضاءة.
على الرغم من أن شكله يبدو أسود في الغالب،
إلا أنه قد يحتوي على ألوان أخرى مثل الأبيض والرمادي والبني الداكن.
قصة الحجر الأسود.
- ثبت في السيرة النبوية أن قريش قامت،
بتجديد بناء الكعبة ،
قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام.
- وشارك النبي عليه الصلاة والسلام أبناء قومه في نقل الحجارة.
- وعندما جاء وقت وضع الحجر الأسود في مكانه،
اختلفوا على من ينال شرف وضعه.
- كاد النزاع أن يحتدم بينهم حتى اتفقوا على الاحتكام لأول رجل يدخل عليهم في البيت الحرام.
- عندما دخل الرسول عليه الصلاة والسلام، هتفوا جميعًا:
"الصادق الأمين، رضينا".
- أخبروه بنزاعهم، فأشار عليهم بوضع الحجر الأسود على ثوب، ثم أمر كل قبيلة بإمساك طرف من الثوب ورفعه جميعًا.
- حمل الرسول عليه الصلاة والسلام الحجر بيديه الشريفتين،
و وضع
الحجر الأسود في الكعبة،
مُنهياً النزاع بينهم.
- فيما بعد، دار قتال بين الصحابي عبد الله بن الزبير،
والحصين بن النمير الذي رمى الكعبة بالمنجنيق،
مما أشعل النار بها.
- نتيجة لذلك، قام عبد الله بن الزبير ببناء أول قلادة فضية للحجر الأسود حفاظاً عليه.
- تتابع الخلفاء والحكام بعد ذلك في تجديد تلك القلادة للحفاظ على الحجر الأسود وصونه.
قصة الحجر الأسود عند مهاجمة الكعبة.
- أشد حادث تعرض له الحجر الأسود كان على يد حاكم القرامطة،
أبو طاهر القرمطي،
عندما هاجم الكعبة وسرق الحجر الأسود،
وتغييبه عن مكانه لمدة 22 سنة في سنة 317هـ.
- قام القرامطة بإخفاء الحجر في منطقة تُدعى قرية الجش،
وأمر حاكم القرامطة أهل القطيف بالحج إلى تلك المنطقة،
لكنهم رفضوا وقتلهم.
- حاول الأمراء مفاوضته لاستعادة الحجر الأسود، لكنه رفض.
- وفي عام 339هـ، أعاد القرامطة الحجر الأسود إلى الكعبة المشرفة.
حجم الحجر الاسود الحقيقى.
👈 يتكون الحجر الأسود من عدة أجزاء رُبطت معًا بإطار من الفضة،
ويتم تثبيتها بواسطة المسامير الفضية إلى حجر.
👈 يتكوّن الحجر الأسود من خمسة عشر حجرًا،
ثمانية منها ظاهرة لنا بأحجام مختلفة،
أكبرها بحجم حبّة التمر ويبلغ طولها ذراعًا واحدًا.
👈 أما السبعة الأخرى،
فيُقال إنها جزء من بناء الكعبة المشرفة،
ومغطاة بمعجون مكون من مزيج العنبر والشمع والمسك.
👈 يمكن للمعتمر أو الحاج رؤية هذا المعجون عند تقبيل الحجر.
👈 ويبلغ الحجم الأصلي للحجر نحو 20 سنتيمترًا في 16 سنتيمترًا.
👈 ومع ذلك، فإن حجمه الأصلي غير واضح نتيجة لتغير أبعاده على مر الزمان،
وقد تم إعادة تشكيل الحجر في عدة مناسبات.
👈 في عام 339 هـ، عندما رد القرامطة الحجر،
عاينه محمد بن خزاعة وقال:
"تأملت الحجر الأسود وهو مقلوع،
فإذا السواد في رأسه فقط، وسائره أبيض،
وطوله قدر ذراع".
👈 في القرن العاشر الميلادي،
وصفه المؤرخون بأنه بيضاوي الشكل ويبلغ طوله ذراعًا واحدًا
(ما يزيد قليلاً عن 1.5 قدم، أي 0.46 متر).
اسماء الحجر الاسود وسبب تسميه الحجر الاسود.
لقد تم تسمية الحجر الأسود بهذا الأسم،
حيث أنه قد روى ابن عباس عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال:
« نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم ».
و هناك مجموعة من الناس أطلقوا عليه أسم الحجر الأسعد،
كما سمي الحجر الأسود ب « الركن »،
حيث أنه ذكر عن الفاكهي،
« عن مجاهد قال نظرت إلى الركن حين نقض ابن الزبير البيت، فإذا كل شيء منه داخل البيت أبيض » .
اترك تعليقك اذا كان لديك اى تساؤل عن الموضوع