مقام إبراهيم هو الحجر الكريم الذي جاءنا من الجنة وجاء ذكره في القرآن الكريم.
اذ شرفه الله تعالى بحمله اسم نبي الله إبراهيم عليه السلام.
و هو من أبرز معالم المسجد الحرام،
حيث يقبع في قصر زجاجي أنيق مقابل باب الكعبة المشرفة.
مقام إبراهيم مصلى. |
و عند النظر إلى مقام إبراهيم من الداخل، نجد المعجزة التي يحملها على ظهره.
فبرغم كونه حجرا ومع مرور الزمان،
نجد ان الحجر يحتوي على بصمة عميقة لقدمي نبي الله إبراهيم عليه السلام،
مما يعكس قدرة الاعجاز الالهى على حفظ هذا الأثر عبر الزمن.
قصه مقام إبراهيم.
- مقام إبراهيم هو الحجر الذي كان يقوم عليه خليل الله إبراهيم عند بناء الكعبة المشرفه،
بناءاَ على أمر الله سبحانه وتعالى ببناء الكعبة.
- وقد ساعدة ابنه إسماعيل في ذلك،
حيث كان يحضر له الحجارة،
وسيدنا إبراهيم يبني.
- وقد جاء في القرآن الكريم ذكر قصة بناء الكعبة،
بواسطة سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام،
قال تعالى:
"وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"
(البقرة: 127-128).
- و لما أصبح البناء مرتفعا،
جلب إسماعيل هذا الحجر ووضعه لسيدنا إبراهيم ليُكمل بناء البيت عليه.
- وكل ما اكمل جهة انتقل إلى أخرى،
يطوف حول الكعبة وهو واقف عليه حتى انتهى إلى وجه البيت.
- فقام سيدنا إبراهيم ووقف على الحجر ودعا الله بأن يتقبل منهما.
قال تعالى:
{ ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم}،
( البقرة127).
- و بقي الحجر مكانه ملاصقاً للكعبة،
حتى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم فتح مكه.
- حيث تم نقله إلى مكانه الحالي لتسهيل حركة المصلين وعدم عرقلة أداء الصلاة.
مقام إبراهيم من الداخل.
👈 أنزل الله الحجر الأسود و المقام من الجنة،
حيث قال رسول صلى الله عليه وسلم،
في حديث برواية الترمذي:
( الركن والمقام ياقوتتان من الجنة طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب ).
👈 يوجد على حجر المقام صورة قدمين محفورتين بالصخرة،
فيما يروى أنه،
بعد اكتمال بناء البيت العتيق وقف سيدنا إبراهيم عليه السلام على الحجر،
فغاصت قدماه تخليدا لذكرى بنائه للبيت الحرام.
👈 و كان مقام ابراهيم قديما مكشوفا للناس،
لكن بسبب كثرة لمس الناس له تغير أثر القدمين ومسح مكان الأصابع.
👈 و كانت من معجزات إبراهيم عليه السلام،
أن صار الحجر تحت قدميه رطبا فغاصت فيه قدماه،
وقد بقي أثر قدميه ظاهرا فيه من ذلك العصر إلى يومنا هذا.
مقام إبراهيم من الداخل. |
👈 و استمر الحجر كما هو في مكانه ملاصقا للكعبة حتى عهد رسول الله في يوم الفتح.
👈 حيث أخره عن موضعه عندما نزلت آية،
« واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ».
إلى مكانه الحالي حتى لا يعوق المصلون خلفه الطائفين.
👈 وفي عهد عمر بن الخطاب وقع سيل شديد سمى بـ (سيل أم نهشل)،
وجُرف حجر المقام من مكانه وذهب به بعيدا.
👈 جاء عمر فزعا من المدينة وجمع الصحابة وسألهم:
« أناشدكم أيكم يعرف موقع هذا المقام في عهد رسول الله؟ »
فقام رجل وقال:
أنا يا عمر.
لقد أعددت لهذا الأمر عدته.
لذلك قست المسافة التي تحدد موضع المقام بالنسبة لما حوله.
وبالفعل أرسل عمر في طلب الحبل من بيت الرجل وتأكد من صدق كلامه وأعاد المقام إلى مكانه،
وكان ذلك في رمضان عام 17هـ فهو في موقعه إلى اليوم.
👈 و كان المقام وقت ذلك مكشوفا بدون أي حاجز يحميه.
وصف المقام و قدم سيدنا إبراهيم.
مقام ابراهيم هو عبارة عن حجر مربع الشكل طوله نصف متر تقريباً،
لونه بين البياض والسواد والصفرة.
وهو حجر رخو من نوع حجر الماء غاصت فيه قدم النبي إبراهيم وبرزت فيه آثار قدميه،
ولكن نتيجة لتمسح الناس فيه طمست ملامح القدم.
ومغطى حالياً بواجهة زجاجية عليها غطاء من النحاس من الخارج وأرضية رخامية.
لماذا مقام إبراهيم بعيد عن الكعبة؟
بعد بناء ابراهيم واسماعيل للبيت،
كان مكان مقام إبراهيم القديم،
ملاصقًا لجدار الكعبة المشرفة.
واستمر الحجر كما هو في مكانه ملاصقا للكعبة حتى عهد رسول الله في يوم الفتح.
تغيير مكان مقام ابراهيم.
و عندما نزلت آية:
« واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى »
أخره صل الله عليه وسلم عن موضعه،
إلى مكانه الحالي حتى لا يعوق المصلون خلفه الطائفين.
وذلك تسهيلا للطائفين،
وتمكينا للمصلين بالصلاة خلف المقام كما ذكر في الآية الكريمة.
بالصور مقام إبراهيم. |
مكان مقام إبراهيم.
🌹 يقع مقام إبراهيم حاليا أمام باب الكعبة،
على بعد 10 - 11 متر من ناحية شرق الكعبة.
وبشكلٍ محدد يقع مقام إبراهيم عليه السلام،
بالنسبة لأقسام الكعبة الأخرى على النحو الآتي:
🌹 يقع على بعد أربعة عشر متراً من الحجر الأسود،
في المكان المتجه نحو الصفا والمروة.
🌹 يقع على بعد ثلاثة عشر متراً عن الشاذروان.
🌹 يقع على بعد اثني عشر متراً وخمسة سنتيمترات عن بئر زمزم.
المقام عبر التاريخ الحديث.
⚡ ذكر المؤرخون أن أول من غطى المقام من الحكام هو الخليفة العباسي المهدي،
وذلك عام 161 للهجرة.
⚡ وبعد ذلك زاد عليه الخليفة المتوكل عام 236 للهجرة، وصب عليه الذهب والفضة لتقويته حيث إنه حجر رخو.
⚡ و في العهد السعودي وتحديدا في عهد الملك فيصل، وبعد أن أمر بتوسعة المطاف وإزالة كل ما يعيق الطائفين من المباني،
تم تركيب بلورة من الزجاج وغطاء فوقها من النحاس، وكان ذلك في شهر رجب من عام 1387 للهجرة.
⚡ كما تم تجديده بعد أعمال الترميم التي حصلت في عهد الملك فهد عام 1417 للهجرة.
وتم وضع فوقه زجاج بلوري مقاوم للحرارة والكسر، وغطاء من النحاس المغطى بالذهب.
واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. |
فضائل مقام إبراهيم.
يمثل مقام إبراهيم اليوم جزءاً لا يتجزأ من الطواف والصلاة في المسجد الحرام، حيث يقف الحجاج والمعتمرون خلفه لأداء ركعتي الطواف.
- حيث أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين بأن يتخذوا مقام إبراهيم عليه السلام مصلىً لهم في الحج والعمرة؛ قال تعالى:
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى.
- وقال تعالى عنه أيضاً:
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ.
- و من بيان فضل هذا المقام انه ياقوتة من يواقيت الجنة:
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مقام إبراهيم عليه السلام:
إنَّ الركنَ والمقامَ ياقوتتان من الجنَّةِ، طمس اللهُ تعالى نورَهما، ولو لم يَطمِسْ نورَهما لأضاءَتا ما بين المشرقِ والمغربِ.
- و يعتبر هذا المقام رمزاً للإيمان والصبر والطاعة لأوامر الله، ويعكس أيضاً التاريخ العريق لبناء البيت العتيق.
حيث أمر الله سبحانه وتعالى النبي إبراهيم عليه السلام بالوقوف على الحجر ففعل،
قال تعالى:
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ* وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ.
اترك تعليقك اذا كان لديك اى تساؤل عن الموضوع